التفكير الإنعكاسي
لقد مرّ العام الدراسي أسرع ممّا كنتُ أتوقّع، لكن خلال هذا العام تعرضّتُ لمواقف مختلفة وإنكشفتُ على جوانب جديدة في عملي المستقبلي كمعلّمة. تجربتي في أكاديميا صفّ كانت مليئة بالتخبطّات خاصةً في ظل التغيّرات التي حدثت على طول السنة الدراسية من حيث توظيف التعلّم عن بُعد ومن ثمّ التعلّم الوجاهي، وعلى الرغم من هذه التغييرات والضغوطات التي أحاطتنا بسبب دراستنا الأكاديميّة الّا أنّني أستطيع وصف هذا العام بأنّه عام ناجح يتكلّله العمل الجاد.
بدايةً وعلى ضوء إغلاق المدارس قمتُ بتمرير دروس في موضوع الحاسوب عن بُعد، في البداية ظننتُ أنّني سأواجه تحدّيًا في تمرير المادّة الدراسيّة، لكنّ واجهتُ تحدّيات أخرى: المشاكل التقنيّة عند الطلاب، عدم دخول الطلاب الى الحصّة، تغيّر البرنامج الدراسي وغيرها... هذه التحدّيات ساعدتني في إكتساب خبرات عديدة لا تقتصر على تمرير المادّة الدراسية فقط، بل على أبعاد مختلفة أهمّها التواصل مع الطلاب على الرغم من الظروف الآنيّة.
في الفصل الثاني إنتقلتُ لتمرير دروسًا في الرياضيّات، وقد منحنا تحسّن وضع أزمة الكورونا الفرصة لتمرير حصص وجاهيّة، وهذا الأمر جعلني أدرك الفرق الشاسع بين التعلّم الوجاهي والإلكتروني في تدريس الرياضيّات، وعوّضني عن الفصل الأوّل الذي لم تسنح لنا الفرصة فيه لتمرير حصص وجاهيّة، إختلفت التحدّيات في هذا الفصل وإكتسبتُ مهارات لإدارة الصف وتعامل مع طلاب من بيئة مختلفة عمّا أنا معتادة، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها كالسفر والمشاكل التعليميّة والسلوكيّة لدى الطلاب الّا أنّ تجربتي في هذا الفصل ناجعة وأصبح لديّ جاهزيّة أكبر للإندماج في الحقل العام القادم.
تخلّل هذا العام إنكشافًا كبيرًا على عمل المعلّم الى حدٍ ما، وقد اكتسبنا مهارات التعلّم الوجاهي والتعلّم عن بُعد، بالتالي أصبحنا مهيّئين لجميع الظروف القادمة وأصبحنا معلّمين مؤهلين للتأقلم مع كافة الأوضاع. ولم تكن هذه السيرورة ستمرّ بنجاعة دون مساعدة ومتابعة المرشدين التربويين لنا مشكورين على جهودهم الرائعة.
نهايةً، يمكن تلخيص هذه السيرورة بأنّها صقلت شخصيّتي بشكل أفضل وكشفتني على جوانب مختلفة وأرى أنّها ستقدّم لي الفائدة في الأعوام القادمة.